التسويق الخفي كيف تستخدم العقل الباطن لترويج منتجاتك؟

كيف يُمكن أن تجعل العميل يبحث عن منتجك بدلًا من بحثك أنت عن سوق للتصريف؟ وكيف استفادت الشركات العالمية من هذا النوع من التسويق؟ حتى تتمكن من التسويق الخفي وتتقنه تابع معنا.

كيف يُمكنك أن تسوق بشكل خفي لمنتجاتك بل ويكون العميل أو المستهلك هو مَن يبحث عن المنتج الخاص بك بدلًا من أن تبحث أنت عن العميل؟ كل شخص يُمكن أن يسوق لمنتجاته بجهد كبير ولكن قلة هم القادرون على التسويق بذكاء، وحتى تتمكن من ذلك فقد أوردنا في هذا المقال معلومات هامة عن التسويق الخفي وكيف يتم وأمثلة عن كبرى الشركات التي تستعمله.

التسويق الخفي

يُعرف المختصون التسويق الخفي بأنّه الوسيلة والمنهج المعاصر الذي يُمكن من خلاله الوصول إلى العميل بشكل غير محسوس أي دون أن يشعر العميل بذلك، بمعنى آخر لا يُمكن في التسويق الخفي استخدام مجموعة الأساليب التقليدية في التسويق لأنّ الأصل في هذا المنهج هو القيام بكل العملية الترويجية من دون أن يشعر العميل بذلك وغالبًا ما يُستخدم التسويق الميداني فيه.

كيف ظهر التسويق الخفي؟

يذكر في هذا الإطار عالم النفس والباحث التسويقي جيمس فيكاري أنّ أصول التسويق الخفي تعود إلى أكثر من 60 عام مضت وكان فيكاري هو أوّل مَن يتحدث عن الرسائل الخفية بشكل جريء حيث أجرى دراسة على أكثر من 40 ألف شخص في دار سينما، ففي أثناء عرض الفيلم ظهرت رسالة على يمين الشاشة بومضة تحمل سؤالًا وهو: هل أنت جائع؟ ثم عرضت رسالة: “احصل على الفشار واشرب كوكا كولا”، بعد هذه الرسالة تم رصد زيادة بيع الفشار بنسبة 18.1 بالمائة بينما زادت مبيعات كوكا كولا بنسبة 57% وهذا يعرض حقيقة وقدرة تحكم العلامة التجارية بالعقل الباطني لدى الإنسان.

آلية التسويق الخفي

إنّ الآلية الحقيقية للتسويق الخفي تتركز في القدرة على تسويق الخدمات البضائع والمنتجات دون أن يدرك العميل على وجه الحقيقة أنّ تلك الخدمات أو البضائع يُروج لها، حيث يُحاول المسوق أن يتصرف بطريقة عادية جدًا لا تلفت انتباه المشاهد بأنّ هذا الشيء يُسوق له، ويتم هذا الأمر كثيرًا في وسائل التواصل الاجتماعي من خلال التسويق الإلكتروني، ومن الجدير بالذكر أنّ هذه الطريقة في التسويق منخفضة التكلفة بالمقارنة مع باقي طرق التسويق الأخرى ويُمكن أن تؤدي إلى نجاح باهر إنّ تمّت بطريقة سهلة وميسرة.

تقنيات التسويق الخفي

هناك العديد من طرق التسويق الناجحة التي يُمكن استعمالها في التسويق الخفي والتي تكلم عنها العديد من الخبراء وباحثو التسويق وتتمثل تلك الطرق بما يلي:

التسويق الفيروسي

إنّ أول مَن أطلق خدمة التسويق المجاني هو ستيف جوفيتسون وكان ذلك في عام 1996 ميلادي حيث بعث بمجموعة من الرسائل التي يتضمن فحواها أنّ كل مَن تصل إليه هذه الرسالة يُمكنه الحصول على خدمات البريد الإلكتروني بشكل مجاني من الموقع الفلاني، وبهذه الطريقة قد رُوج للموقع الذي يريده بشكل خفي، كما أنّ الرسالة صارت تتولد ذاتيًا بين الناس ونشأت حوارات خلاقة حول تلك الرسالة، وبالتالي صار يروج لها بطريقة أكثر مصداقية كونها صدرت عن أشخاص مقربين من الشخص عينه وهذا نوع من أنواع التسويق الاجتماعي.

مروجو العلامة التجارية

لقد ظهر هذا النوع من الترويج في عام 1920 ميلادي عندما استخدمته شركة تُدعى MACY فقد كان لديها مخزون عالي من القفازات البيضاء النسائية وتحتاج للتخلص منها، فاستأجرت مجموعة من النساء الحسناوات اللواتي يرتدين تلك القفازات في مواقف المترو، بعد تلك الحادثة استطاعت الشركة أن تتخلص من كل المنتوج الذي لديها ببضع أسابيع قليلة.

تسويق المشاهير

وفقًا لهذا النوع من التسويق فإنّه يتمّ الاستعانة بمجموعة من المشاهير والقيام بالتسويق من خلالهم لمنتج ما أو أمر ما من دون أن ينتبه المشاهد لعملية التسويق تلك، وفي هذا الصدد تمت استضافة الممثلة الأمريكية الشهيرة لورين باكال في إحدى البرامج الطبي للكلام والحديث، وقد ذكرت الممثلة أنّ صديقتها أصيبت بالعمى ثم شُفيت بعد استعمالها عقار Visodyne ولم ينتبه المشاهد على الإطلاق أنّه الآن قد وقع في شراك عملية ترويجية.

التسويق المبالغ فيه

في هذا النوع من التسويق يُمكن التسويق للسلعة من خلال رسم صورة مبالغ فيها بحيث تشد ذهن المتابع دون أن ينتبه لفكرة التسويق عينها، ومثال على ذلك قيام شركة السيارات BMW بإعداد فيلم من بطولة الممثل العالمي كلايف أوين لمدة سبع دقائق تُعرض فيه الصفات الفذة للسيارة، وقد تكلفت الشركة قرابة الـ 15 مليون دولار في ذلك الوقت ولكن مع ذلك تمكنت من خلق نجاح باهر بعدها وهذا هو فن التسويق عينه.

التسويق من خلال ألعاب الفيديو

لقد اعتادت الشركات أن تُقدم علامتها التجارية من خلال الأفلام والمسلسلات والفواصل الإعلانية ولكن مع ذلك كان يشعر العميل تجاه تلك الإعلانات بالامتعاض وأنّها مجرد دخيل على المحتوى الذي كان يستمتع به، ولذلك كان الملجأ لتلك الشركات هو ألعاب الفيديو فقد عملت واحدة من شركات السيارات على توقيع عقود مع مصنعي ألعاب الفيديو بقيمة 2 مليون دولار قبل أن تُطرح السيارة إلى الأسواق بعامين، ولما طُرحت السيارة كانت وجهًا مألوفًا ومرغوبًا بشكل كبير من الشباب.

التسويق من خلال موسيقى الراب والبوب

كثيرًا ما تلفت أنظار الشباب موسيقى البوب أو الراب كونها تحاكي الصخب الداخلي الذي يعيشه الشاب في هذا الوقت، وتضمين تلك الأغاني بعض أسماء المنتجات من شأنه أن يرفع كثيرًا في نسبة المبيعات وهذا ما يحقق الهدف الرئيس للشركة، وقد تم ذلك لما روج لكوكا كولا في إحدى الأغاني التي أطلقتها فرقة فور سيزن وهذا مثال واضح عن الاعلان والتسويق.

صورة توضيحية حول التسويق الخفي

التسويق الخفي والمزيج التسويقي

إنّ التسويق هو الأداة الحقيقية التي تُساهم في الترويج للمنتج بشكل مباشر، ويستطيع التسويق الخفي أن يكون له أثر واضح وحقيقي ضمن عناصر المزيج التسويقي التي تؤثر بشكل مباشر على قرار العميل الشرائي وما يلي بيان ذلك:

المنتج في التسويق الخفي

في الحديث عن المنتج في التسويق الخفي فإنّه لا يتم الكشف عن العيوب الموجودة فيه لأنّ هذا من شأنه أن يُقلل من رغبة العميل في الشراء وبالتالي يجعل الأمر أكثر تعقيدًا، وعلى سبيل المثال إنّ شركة KODACK أو غيرها من شركات الطباعة الأخرى تقوم بعروضات وتخفيضات لأسعارها ولكن في الوقت نفسه تقلل من كمية الحبر في العبوات التي تُباع بسعر العرض.

التسعير في التسويق الخفي

يُمكن أن يُستخدم السعر في خداع الزيون، فعلى سبيل المثال في المجال العقاري يُمكن أن يُروج لمجموعة من الفيلات ويُقال إن معظمها نفذ ولم يتبق إلا واحدة منها وهي بسعر كذا ويكون هنا السعر قريبًا من سعر العرض الأول، أو في أمثلة أخرى يُمكن أن يتم التسويق من خلال “اشتر واحدة والثانية مجانًا”

الترويج في التسويق الخفي

من أهمّ ما يجب أن ينتبه له الشخص المسوق ألا يكشف عن نفسه مسوقًا لتلك العلامة التجارية أو المنتج، على سبيل المثال فقد استأجرت شركة سوني أريكسون مجموعة من الأشخاص وذهبوا إلى أهم المناطق السياحية وهم يحملون في أيديهم كاميرات سوني أريكسون ويصورون بها وينبهرون بالميزات التي تقدمها.

التوزيع في التسويق الخفي

لمّا يرغب صاحب المتجر أو الشركة أو غيرهم من الناس بالترويج لبضاعة معينة فإنّه سيقوم بإعادة هيكلة السلع مرة أخرى وذلك حتى يضطر الزبون للبحث عن الشيء الذي اعتاد أن يأخذه من مكان محدد وبالتالي تُتاح الفرصة لأن يرى المنتج الجديد وهذا بالضبط ما يُريده البائع أو المسوق.

مميزات التسويق الخفي

إنّ التسويق الخفي هو نوع من أنواع التسويق الحديث وكثيرة هي الميزات التي يتمتع بها التسويق الخفي والتي تعد أساسًا من أساسيات التسويق الناجح وهي:

  • الترويج قبل الانطلاق: قبل الانطلاق في عملية الإنتاج يُمكن أن يأخذ المنتج حصته من السوق وشوق الناس إليه وذلك بسبب الميزات العالية التي يحويها، وبالتالي يُمكن للمنتج أن يحصل على أرباح قصيرة الأمد وسريعة.
  • بناء علاقة مع العلامة التجارية: لمّا يكون الانطباع الأول جيدًا عند المستهلك فإنّه من البديهي أن تخلق علاقة وطيدة وحقيقية ما بين العميل والعلامة التجارية وبالتالي سيُخلق عميل مخلص لتلك العلامة فقط وهذا من تقنيات التسويق الحديث.
  • تكلفة قليلة: إنّ التسويق الخفي لا يحتاج في كثير من الأحيان إلى تكلفة عالية، وعلى سبيل المثال ما ورد سابقًا من الكلام عن مثال اسئتجار مجموعة من النساء حسناوات المظهر لارتداء قفازات بيضاء كانت قد كسدت ليتم استهلاك كل الكمية في غضون أسابيع قليلة.

عيوب التسويق الخفي

قد يظن البعض أنّ التسويق الخفي خالٍ تمامًا من العيوب وأنّ وجوده في أي شركة يضمن النجاح مثل تعويذة سحرية، ولكن هذا لا ينطبق دائمًا في كافة الحالات، وما يأتي ذكر عيوب التسويق الخفي بالمجمل:

  • الخداع: في حال لم يكن المنتج على ذلك القدر من الجودة فإنّ العميل قد تعرض إلى الخداع بالضرورة وخاصة أنّه لا يتم الإفصاح عن أي معلومات عن الجهة المسوقة والتمكن من معرفة أي معلومة عن المنتج الذي ذكر عدا ما أشار إليه المسوق بطريقة خفية ومبهمة.
  • استغلال جهود الآخرين: في بعض أنواع التسويق الخفي يُصبح الزبون نفسه أداة ترويجية من غير أن يعلم ذلك لهذا فإنّ الشركات تعمل على استغلال الطبيعة البشرية من حيث لا يدروا وأكبر مثال على ذلك التسويق الفيروسي أو تسويق مروجو العلامة التجارية الذي ذُكر آنفًا.
  • فقدان الثقة بالعلامة التجارية: إنّ العميل لما يتعرض لخداع من تلك العلامة التجارية ولم يكن المنتج على القدر المذكور من الجودة فإنّه يفقد الثقة في العلامة التجارية وبالتالي سيكون غير قادر على استعمال أي منتج منها فيما بعد، كما سيكون خطرًا لنشره بين اصدقائه تجربته غير السارة.
صورة توضيحية عن أخلاقيات التسويق الخفي

إنّ التسويق الخفي هو سيف ذو حدين يُمكنك من الوصول إلى العميل بشكل سهل بل ويجعل العميل هو مَن يبحث عنك وعمّا تقدمه ولكنه في نفس الوقت يُمكن أن يدمر الثقة بالعلامة التجارية لدى المستهلك في كثير من الأحيان، لذلك فإنّ كل ما عليك هو أن تمسك العصا من المنتصف.

أضف تعليق