طريقة إعداد بحوث التسويق الدولي وفائدتها في المنافسة الدولية

إن بحوث التسويق الدولي هي القاعدة الأساسية في هرم النجاح الخاص بالتجارة العالمية فلا يُمكن لأي عمل أن يسير في العبثية بعيدًا عن التخطيط ويكون النجاح من حليفه، للفائدة أكثر تابع معنا.

بحوث التسويق الدولي باتت تحتل مركزًا هامًا في مسألة التجارة العالمية لأنّه لا يُمكن البدء في أي تجارة على أرض الواقع ما لم يكن هناك خطة حقيقية مدروسة تُمكن الشخص من معرفة جوانب القوة والضعف والعمل على كليهما، ربما تكمن قوة البحث التسويقي الدولي في الإضاءة على تلك الجوانب، تابع المقال لتتعرف أكثر على ذلك.

بحوث التسويق الدولي

تتمثل بحوث التسويق الدولي بأنّها مجموعة من الخطوات العلمية والعملية التي تهدف إلى جمع البيانات والمعلومات الخاصة بالسوق والمُنتجات والأسواق الاستهلاكية حتى تكون الشركة أو المؤسسة على معرفة تامة بالخطوات التي يتوجب اتخاذها من أجل الدخول إلى الأسواق العالمية ومن ثم تسويق كافة السلع والخدمات بشكل خاص يتميز عن المُنافس ويتفوق عليه وهنا يتحقق فن التسويق.

مجالات بحوث التسويق الدولي

إنّ بحوث التسويق الدولي تتضمن مجموعة من المجالات التي لا بدّ من الحديث عنها والوقوف معها وتتمثل بما يلي:

  • دراسة السوق الدولي: وتتمثل هذه الدراسة بمحاولة معرفة وتحديد حجم الأسواق الدولية التي ستُورد البضاعة إليها حسب وضعها الحالي ومنه توقع مقدار البيع الخاص بمنطقة معينة دون الأخرى.
  • دراسة المنافسين الدوليين: في بحوث التسويق يتوجب معرفة المنافس في السوق الدولي وما حجم حصته من السوق وطريقة تعامله مع العملاء ونقاط الضعف والقوة التي لديه ومحاولة استشراف خططه المستقبلية وغير ذلك مما يتوضح جراء الاتصالات التسويقية والعلاقات العامة.
  • دراسة البيئة التسويقية: في هذه الخطة لا بدّ من الوقوف بشكل تفصيلي لمعرفة مدى الظروف الخارجية المحيطة في السوق وما هي أهمّ الجوانب الاقتصادية والسياسية التي تتعرض لها الأسواق الخارجية فضلًا عن الداخلية واستخدام تقنيات التسويق المناسبة لذلك.
  • دراسة المزيج التسويقي: لا بدّ في هذه النقطة من الوقوف مع المزيج التسويقي المُتمثل بعناصره الأربعة وهي المُنتج والسعر والمكان والترويج، وكيفية الموازنة بين تلك العناصر في السوق الدولية، مع الانتباه إلى ضرورة تكثيف الجهود في الجانب الذي يتطلب ذلك، كأن تُكثف مثلًا في عنصر الترويج إن احتاج السوق لذلك.
  • دراسة عن المُستهلك الدولي: في هذا الجانب يُوضع المستهلك كهدف للدراسة ومعرفة مدى قدرته الشرائية ومدى تناسب هذا المُنتج معه وثقافته ومدى تعليمه وما الخطاب المُناسب للتأثير في قراره الشرائي وهل يتناسب مع التسويق الإلكتروني وغير ذلك من التفاصيل الأخرى.
  • دراسة المُنتج الدولي: الآن يجب أن يُوضع المُنتج الدولي حيز الدراسة ويُنظر فيه وإلى مدى مناسبته مع السوق العالمي، وهل يتطلب الأمر بعض التطوير على المُنتج حتى يتناسب مع السوق العالمية وما إلى ذلك.
صورة توضيحية لمجالات بحوث التسويق الدولي

خطوات بحوث التسويق الدولي

إنّ خطوات بحوث التسويق الدولي تتمثل بمجموعة يصل عددها إلى الثماني خطوات وهي:

  • تحديد المشكلة: إنّ أول خطوة من خطوات بحوث التسويق الدولي هي تحديد المشكلة المطلوبة بمعنى آخر يُنظر إلى المشكلات التي يُمكن أن تُعيق إدارة التسويق مثل المنافسة العالية في السوق الدولية أو التغيرات السريعة أو نحو ذلك.
  • تحديد الهدف من البحث: يتمثل الهدف الحقيقي من البحث في تحقيق مصلحة الشركة عند الدخول في السوق ولا بدّ لهذا البند أن يُلامس الواقع ويجد الهدف الصحيح من ذلك سواء كان تثبيت للعلامة التجارية أو غيره.
  • إثارة الفرضيات: تتمثل إثارة الفرضيات في تحديد سبب المشكلة الحاصلة وغالبًا ما تُعزى إلى شدة المنافسة في السوق العالمية أو ضعف الرسالة الإعلانية أو غير ذلك.
  • تحديد مصادر المعلومات: في هذه الآونة لا بدّ من النظر في الأدوات الخاصة بجمع المعلومات وهنا عادة ما تكون أدوات أولية وأدوات ثانوية.
  • اختيار منهج البحث: الآن لا بدّ من اختيار منهج معين من أجل دراسة السوق الخارجية من خلاله، كأن يكون المنهج وصفي أو تاريخي أو تجريبي أو غير ذلك.
  • تحديد مجتمع البحث: وهذه الخطوة تتمثل باختيار عينة السوق التي ستتم الدراسة عليها وهذا يتفق مع أهداف البحث ومشكلة البحث.
  • تقييم النتائج: في هذه الآونة أو بعد فترة لا بدّ أن الباحث قد وصل إلى مجموعة من النتائج وبالتالي لا بدّ من تقييم النتائج تلك والتعرف على الحاجات الحالية من الأسواق الخارجية ومدى الطلب عليها وغير ذلك.
  • التقرير النهائي: بعد الخطوات السبع السابقة لا بدّ من إعداد تقرير يتحدث عن التجربة ومدى فاعليتها وما توصل له الباحثون بعد مجموعة الخطوات السابقة التي تمثلت بدراسة السوق المُستهدفة.
ما هي الخطوات الصحيحة في إعداد بحوث التسويق الدولي؟

مشكلات بحوث التسويق الدولي

إنّ بحوث التسويق الدولي تتعرض لمجموعة من المُشكلات التي لا بدّ من حصرها فيما يلي:

  • مشكلة تعدد الأسواق: إنّ التسويق الدولي يعني التعامل مع كافة الأسواق الدولية ودراستها، لكن العمل على ذلك يتطلب مالًا وجهدًا ووقتًا هائلًا وبالتالي فإنّ بعض الشركات تعمل على تعميم نتائج دراسة سوق واحدة على الأسواق المُتشابهة، إلا أنّ هذا قد لا يهب الباحث نتائج دقيقة.
  • مشكلة المعلومات الثانوية: غالبًا ما تكون المعلومات الثانوية عن السوق الدولية نادرة وذلك لضعفها وقلتها، ومن الجدير بالذكر أنّه كلما قل وارد الدولة كلما كانت المعلومات الثانوية أشح وأقل وغير متناسقة أو مرتبة.
  • مشكلة المعلومات الميدانية: قد يظن بعض الباحثين أنّ الحصول على المعلومات من الميدان أي من أرض الواقع أدق لأنّه يأخذه من العملاء ويستفتيهم في تقييمهم لخدمة الشركة والتعامل مع العميل وغير ذلك، وكثير من الأحيان قد لا تكون هذه المعلومات دقيقة لأنّها تفتقر إلى الموضوعية وبالتالي هي تخضع لأهواء الناس.
  • مشكلة اللغة: قد تكون مشكلة اللغة ثانوية في بعض الشركات وقد غفلوا عنها سابقًا ولكنّ اللغة تحتل مكانًا هامًا لأنها صلة التواصل بين كل من الشركة والسوق، ولو لم تكن هنا وسيلة تفاهم فإنّ كل العملية ستبوء بالفشل.
  • مشكلة السلوكيات الاجتماعية: في أثناء إعداد البحث لا بدّ من الأخذ بعين الاعتبار أهمية التعرف على السلوكيات الخاصة بالمستهلكين وثقافتهم وما يرغبون فيه وما هي الخطط اللازمة واستراتيجيات التسويق الاجتماعي الملائمة، وهذا لا يعني أنّه يختلف كليًا ما بين سوق وآخر ولكن يُفضل أن يُؤخذ هذا الأمر بعين الاعتبار.
ما هي المشكلات التي قد يتعرض لها بحوث التسويق الدولي؟

أهمية بحوث التسويق الدولي

تتمثل أهمية بحوث التسويق الدولي في مجموعة من الأمور تفصيلها فيما يلي:

  • معرفة المنافسة الدولية الحاصلة وما هو مدى أهمية التغلب عليها وما الوسائل التي تُعين على ذلك.
  • تجنب أي قرارات يُمكن أن تؤدي لتدهور الشركة أو المؤسسة قبل إتقان معرفة السوق التجارية العالمية ودراستها.
  • تحسين موقف الشركة في السوق التجارية العالمية من خلال التركيز على نقاط القوة لديها والحد قدر المُستطاع من نقاط الضعف.
  • العمل على حماية المؤسسة من مجموعة المشكلات التي يُمكن أن تحصل لها مستقبلًا.

إلى هنا ينتهي مقال بحوث التسويق الدولي متحدثين فيه عن أهمية التخطيط لضمان عملية نجاح التسويق في غير السوق المحلية، وما مدى تأثير البحث على استمرارية الشركة ونجاحها، وما الخطوات اللازمة لدراسة السوق الدولي وما إلى ذلك,

أضف تعليق