كيف تحترف التسويق الشخصي وتجعل من نفسك BRAND بخطوات مدروسة

في ظل ازدحام السوق العالمية بالخبراء والدارسين بات الحصول على وظيفة مرموقة أمرًا صعبًا، ولذلك يتعين على الشخص أن يتعلم كيف يسوق لذاته من دون أن يفعل ذلك صراحة.. حتى تتقن تلك المهارة تابع معنا.

ما المقصود بالتسويق الشخصي وهل يعني ذلك أن الشخص يجعل من نفسه بضاعة يُسوق لها؟ بالطبع لا ولكن حتى تتمكن من الوصول غلى الوظيفة التي ترغب بها وترتقي في عملك دائمًا لا بد لك من التسويق لنفسك من خلال خطوات مدروسة، وهذا يتطلب مجموعة من المهارات والمبادئ، لذلك فإنّ هذا المقال سيستفيض في الكلام عن ذلك كما سيضيء على مجموعة من الأمور الأخرى مثل عوامل نجاح التسويق الشخصي وأبعاده وأهميته.

التسويق الشخصي

إنّ التسويق الشخصي هو قدرة الشخص على توصيل مهاراته والتعريف بقدراته بأفضل طريقة ممكنة من أجل أن يتميز عن منافسيه ويكون أفضل منهم بهدف الحصول على وظيفة جديدة أو الترقية بالوظيفة الحالية، وهذا يتطلب من الشخص أن يكون على قدرٍ هام من التفكير الإبداعي ومن ثم اتباع مجموعة من الاستراتيجيات التي تعينه على الوصول إلى هدفه، وكل هذا وذاك يتوقف على مجموعة السمات الشخصية التي يتمتع بها.

مهارات التسويق الشخصي

هناك مجموعة من تقنيات التسويق التي يجب على الشخص أن يتمتع بها عند التسويق لنفسه وخاصة أنّه سيلتقي مجموعة مختلفة ومتنوعة من الناس حيث إنّ كل شخص له مزاج وطبيعة تعامل وأخلاق مختلفة عن الآخر، وهنا يجب الانتباه إلى أهمية المهارات التي يجب أن يمتلكها الشخص حتى يتمكن من احتواء الجميع، ومن ذلك:

  • مهارة الإقناع: يجب على الشخص أن يتمتع بقدرة على إقناع الأشخاص من حوله وهذا يتوقف على مدى الثقة الحقيقية في نفسه أو حتى في أي شيء آخر يقوم بالتسويق له.
  • مهارة الابتكار: إنّ الشخص الذي يقوم بالتسويق الشخصي لا بدّ له من امتلاك مهارة الابتكار أي استعمال التسويق الابتكاري لذاته بحيث يتمكن من خلق أساليب جديدة يُظهر فيها مهاراته وكذلك يطور المهارات التي يمتلكها بحيث يكون العميل متشوقًا للعمل معه.
  • مهارة التفاوض: يجب أن يفهم الشخص مهارة التفاوض على وجه الحقيقة، فليس معنى التفاوض هو أن يُقلل من قيمته الشخصية أو يُناقش مهاراته بل يُمكن أن يكون التفاوض من خلال التفاهم على مسألة المقابل الماديدون أن يمس من قدر ذاته.
  • مهارة التحليل: لا يمكن للمسوق الشخصي أن يكون مفتقدًا لمهارة التحليل لأنّه بالضرورة يحتاج إلى تحليل المواقف والقدرة على خلق حل يتناسب مع الوضع الجديد وأن يعرف الأخطاء التي ارتكبها سابقًا ويستفيد منها وغير ذلك.

مبادئ التسويق الشخصي

إنّ التسويق الشخصي يرتكز على مجموعة من المبادئ التي يجب أن يقوم عليها ويمكن اختصارها بما يلي:

  • العمل على تجديد الخبرة بشكل دائم حتى تتمكن من تجديد السيرة الذاتية الخاصة بك وتقديمها أمام العملاء.
  • العمل على تعزيز نقاط القوة وإبرازها بشكل جيد مما يُمكن من دخول سوق العمل بقوة.
  • محاولة الاستفادة من كافة الإخفاقات القديمة التي تعرض لها الشخص وأن يجعل منها صخورًا يتمكن من الصعود عليها أمام العميل وهذا هو فن التسويق.
  • التمكن من اللغة والمفردات التي تعين على إيصال المطلوب بشكل سهل وميسر للزبون وهذا ضروري بشكل كبير لأنّ اللسان هو السحر الحلال ما لم يأت بباطل.
  • القدرة على استعمال العصف الذهني مع الزبون وهذا من شأنه أن يثير المشكلات الخاصة بالزبون والقدرة على طرح حلول أمامه بأسلوب خفي من دون أن يشعر بذلك.

خطوات التسويق الشخصي

حتى تكون قادرًا على خلق تسويق شخصي جيد يكون قادرًا على المنافسة في السوق لا بدّ من اتباعك لمجموعة من الخطوات البسيطة والسهلة التي تضمن وصولك إلى ضفة النجاح ولعلها تتمثل بما يلي:

  • تحديد المنتج: إنّ المنتج في عملية التسويق هذه هو “أنت” وهنا يجب أن تعرف على وجه الحقيقة نقاط الضعف والقوة الخاصة بك أي بالمنتج وتتوقع ردة فعل الجمهور الخاص بك وهذه أول خطوة لتنجح في أن تجعل من نفسك علامة شخصية.
  • تحليل السوق الخاص بك: معنى السوق الخاص بك في هذه العملية هو الوظيفة المنشودة التي تأمل أن تحصل عليها جراء فعل التسويق، أي يجب أن تحلل حيثيات الوظيفة ومتطلباتها وهل أنت قادر بالفعل عليها أم لا وغير ذلك.
  • الإعلان عن منتجك: المنتج كما سبق وذكرنا هو أنت والآن يجب عليك أن تتخذ خطوة الإعلان والتسويق لمهاراتك وخبراتك السابة ومستواك العلمي.
  • حدد المميزات: الآن يجب عليك أن تحدد الميزات التي ستقدمها للوظيفة في حال تم القبول بك بمعنى آخر ماذا ستضيف لهم إن قاموا بتوظيفك؟ وهنا لا بد أن تنتبه إلى مسألة هامة وهي ألا تبالغ في الطرح بحيث تورط نفسك في مجموعة من الوعود دون القدرة على الوفاء بها فيما بعد.
  • الاتصال بالعميل: إنّ العميل في هذه الحالة هو صاحب العمل الذي ترغب في التقدم إليه ولا بدّ أن تعد كلامك مرة ومرتين قبل أن تواجهه وأن تحضر على الأقل النقاط الرئيسة التي ستتكلم بها.
  • تنظيم الخطة خاصتك: إنّ التنظيم يوفر عليك مجهودًا عاليًا من الممكن أن تبذله في غير محله، على سبيل المثال حاول أن تكون منظمًا في مسألة الاحتفاظ بالأرقام الخاصة بالوظائف التي تقدمت إليها وما هي أهمّ المعلومات التي استوقفتك في أثناء المقابلة وما إلى ذلك حسب أولويات كل شخص.

أبعاد التسويق الشخصي

قد يرى البعض حقيقة أن التسويق الشخصي هو أمر غير هام على الإطلاق لأنّ الخبرة والمؤهلات العلمية هي ما تؤهل حقيقة إلى المنصب، ولكن في هذا العصر التنافسي يعد هذا الأمر غير صحيحًا، وبالتالي فإنّ الأبعاد الحقيقية للتسويق الشخصي هي:

السمات الشخصية

يُشير معنى السمات الشخصية إلى كافة السلوكيات والتصرفات المادية وغير المادية في شخصية الفرد وكلك مجموعة المهارات التي يمتلكها مثل مهارة التفكير والتواصل واتخاذ القرار وما إلى ذلك، من المهارات الأخرى التي تُشكل السمات العامة للفرد.

الدرجة المعرفية

إنّ درجة المعرفة عند الشخص هي المؤشر والحساس الرئيس الذي يُشير إلى قدرة هذا الشخص في الاستمرار في تلك الوظيفة أم لا، وهل يُمكن أن يرتقي بها فيما بعد أم لا وبالتالي هي مجموعة الأمور التي استطاع اكتشافها وإدراكها ومجموعة الخبرات والمعلومات النظرية والعملية وحتى الحدس يدخل في تلك الدائرة.

الالتزام التنظيمي

يُشير هذا المصطلح بشكل مباشر إلى قدرة الموظف والمنظمة على التفاهم والاستثمار الحقيقي للمنفعة التبادلية ما بين الفرد والمنظمة، ورغبة الموظف الحقيقية في تقديم المنفعة للمؤسسة والعمل الجاد من أجل ذلك وتحمل المسؤوليات في سبيل تطويرها.

التفكير الإبداعي

وهذا ما يمتاز به موظف عن آخر وهو التفكير خارج الصندوق وأن يجد أفكارًا جديدة من شأنها أن تطور الشركة التي يعمل بها وما هل الحلول التي يُمكن أن يقدمها في سبيل العمل والتطور الكبير الذي يُمكن أن يتركه في منظمته.

سؤال عن التسويق الشخصي

عوامل نجاح التسويق الشخصي

هناك عوامل وشروط حقيقة تُساهم بشكل مباشر بوصول التسويق الشخصي إلى سدة النجاح وبذلك يُصبح الشخص قادرًا على التقدم لأي وظيفة بناء على الخبرات التي يمتلكها:

  • تعلم أسس التسويق بالمحتوى: من الضروري للمسوق أو الفرد تعلم أساسيات التسويق وكيف يُمكن أن يستفيد منها في رفع ملفه وما هي طرق التدوين على مختلف شبكات التواصل الاجتماعي وغير ذلك.
  • بناء العلاقات: من الضروري للموظف أن يُقيم شبكة من العلاقات مع الأشخاص الذين يُمكنه أن يستفيد منهم في تطور مفاهيمه الوظيفية وهذا ما يُمكنه بشكل مباشر من مواكبة كل جديد وتبرز هنا قدرته على استثمار العلاقات العامة.
  • الاهتمام بالسيرة الذاتية: دائمًا ما تكون السيرة الذاتية مرآة حقيقية للشخص تعكس مجموعة كبيرة من المعلومات عنه، بمعنى آخر يُمكن أن يُفهم من السيرة الذاتية المقدار الحقيقي لتنظيمه والخبرات التي حصل عليها وفن العرض وغير ذلك.

أهمية التسويق الشخصي

تتلخص أهمية التسويق الشخصي في مجموعة من النقاط وهي:

  • يُوضح التسويق الشخصي قدرة المسوق على إبراز مهاراته وجذب صاحب العمل إليها وبالتالي هو قادر على جذب العملاء فيما بعد.
  • استثمار مجموعة الفرص التي من شأنها تسهيل فهم الآخرين عن المسوق الشخصي وهذا يعد اختصارًا حقيقيًا للجهد والوقت.
  • العمل دائمًا على الحصول على فرص جديدة من خلال استراتيجيات محددة وتكمن تلك الفرص في الحصول على وظيفة جديدة أو ترقية أو غير ذلك.

أهداف التسويق الشخصي

هناك أهداف عديدة يرمي إليها المسوق الشخصي من وراء عملية التسويق لذاته ولعل من أهمها:

  • إثارة الانتباه: لعل من أهمّ ما يجب على المسوق الحقيقي أن يفعله هو إثارة انتباه الزبون وبالتالي هذا هو هدفه الحقيقي من وراء التسويق، إذ يكمن ذلك من خلال عرض مجموعة المعلومات عن ذاته بطريقة مميزة وفريدة.
  • إيصال معلومات محددة: من الهام بمكان أن تصل للعميل مجموعة المعلومات الهامة والضرورية بأنّ هذا الشخص الذي يُسوق لنفسه هو الأفضل والأكفأ والأقدر.
  • الوصول إلى الهدف المطلوب: إنّ أول هدف من وراء التسويق الشخصي هو الحصول على الرغبة المطلوبة التي تتمثل بالوظيفة الجديدة أو الترقية المطلوبة أو نحوه.
  • تحول الشخص لعلامة تجارية: من خلال التسويق الشخصي يُمكن أن يتحول الشخص نفسه إلى علامة تجارية تتحدث عنها الأسواق المُستهدفة.

أخيرًا قد تكون ماسة مخفية بين كومة فحم كبير لا يستطيع أن يراك الباحث عنك إلا أن تشير لنفسك بالبنان من خلال لمعانك وجمالك وقوتك وصفائك وبالضبط هذا هو التسويق الشخصي أن يكون الآخرون مطلعون بالفعل على ما يُمكنك تحقيقه والوصول إليه من إنجازات.

أضف تعليق