كيف يمكن للعلامة الشخصية أن تصنعك مستقبلًا وهل يتوقف الأمر على بعض المنشورات التي يُمكن أن تنشرها على واحدة من وسائل التواصل الاجتماعي؟ بالطبع لا، إنّ العلامة الشخصية هي بمثابة الهوية الشخصية الخاصة بك التي يُمكن أن تُعبر عن أفكارك وطموحاتك ومميزاتك وما أنت عليه وتُساهم بشكل مباشر في خلق وظيفة مميزة لك، في هذا المقال سيكون كلام تفصيلي عن العلامة الشخصية وكيف تتم وما أهميتها وكيف تتميز بها عن غيرك.
ما هي العلامة الشخصية
إنّ العلامة الشخصية في الحقيقة هي أنت ويُمكن الإجابة عن ما هي العلامة الشخصية خاصتك بالإجابة عن سؤال مَن أنت؟ بمعنى آخر إنّ العلامة الشخصية هي سمعتك وما يميزك ومزيج الأفكار والخبرات والمهارات التي تمتلكها أي إنّها ذلك الخليط الفريد الذي تظهره أمام الناس وتروج له وتسعى لأن يعرفه الناس، ببساطة إن العلامة الشخصية هي سمعتك وهي تندرج تحت التسويق الشخصي.
العلامة الشخصية في عالم العمل
حينما يكون لك علامة شخصية فإنّ لك تصورًا ذهنيًا عند الآخرين.. ماهيتك وما تقدمه للناس وأهميتك في المجال الذي اخترت وما إلى ذلك، في عصر السرعة لا يُمكنك أن تحصل على أي وظيفة مرموقة ذات أهمية من دون أن يكون لك علامة شخصية فقد أثبتت الدراسات أنّ شركات التوظيف تستقبل يوميًا مئات السير الذاتية للشاغر الواحد وأعلى وقت يُمكن أن يمضيه الموظف -الذي يختار الشخص المناسب للشاغر- في قراءة سيرتك الذاتية هي 30 ثانية والمعظم يقضون فقط ما بين الـ 5 إلى 7 ثوان فقط.
الآن يُطرح عليك سؤال حقيقي وهو كم من الوقت سيمضي الموظف على قراءة سيرتك الذاتية؟ الجواب هو ما بين 5 إلى 7 ثواني حدًا أعلى وحتى تتمكن في تلك الثواني أن تجذبه ليقف على سيرتك إلى 30 ثانية يجب أن تمتلك علامة شخصية قوية وسيرة ذاتية مميزة، قد تكون حقيقة أنت الموظف الأمثل لذلك المكان ولكن مع الأسف لم تستطع الحصول عليه بسبب عدم إبراز مهاراتك بشكل جيد وهذا هو الجهل في فن التسويق.
كيف تؤثر وسائل التواصل الاجتماعي على العلامة الشخصية؟
إنّ بصمتك تظهر على شبكات التواصل الاجتماعي من خلال ما تكتبه وما تنشره ولن يتمكن المجتمع من حولك معرفة أي شيء عن خبراتك ما لم تشارك ذلك على واحدة من وسائل التواصل الاجتماعي وهذا بالضبط ما يعني العلامة الشخصية، فمعظم الموظفين يبحثون عن ذلك الشخص المُتقدم على غوغل فهل تركت شيئًا يشد تلك الشركة من أجل توظيفك؟
يُقول بعضهم: “نريد أن نعيش وليعتقد العالم ما يشاء” ولكن هل حقًا يُمكن لك أن تتجاهل الموظِّفين الحقيقين واعتقاداتهم عنك؟ يقول آدم كاروسكي وهو الرئيس التنفيذي لأشهر علامة تجارية: “إذا لم تكن منخرطًا بشبكات التواصل الاجتماعي فأنت تختار ألا تشارك بمحادثة مع المستمعين” ثم يضيف على ذلك قائلًا: “المحادثات تبني العلاقات والعلاقات تبني الثقة والثقة هي ما يدفع بعملك قدمًا”.
الآن لو قام أحد الموظِّفين الهامين بالبحث عن اسمك في قوقل ماذا سيجد؟ وهل هذا بالضبط ما ترغب أن يراه؟ عند الإجابة عن هذا السؤال تكون قد بدأت بالتفكير الجيد في خطة بناء علامتك الشخصية.
ما هي خطوات العلامة الشخصية
هناك مجموعة من الخطوات التي تعين على صنع العلامة الشخصية الخاصة بك وهي:
- تحديد الرؤية: لا بدّ أن يكون هناك رؤية خاصة بك تنقلها للأشخاص من حولك في تأثيرك في هذا العالم وما يجب أن يُفعل والأهداف التي تعسى إليها وغيره وهذا تسويق عام لك.
- تحديد نقاط القوة: إنّ أي شخص يرغب في أن يعد لنفسه علامة شخصية قوية لا بد من تسليط الضوء على نقاط القوة خاصته ومحاولة جعل نقاط الضعف في شخصيته أيضًا نقاط قوة من خلال السعي لتكون نقاط تميزه عن الآخرين ويكون ذلك من خلال العلاقات العامة وغيره.
- تحديد الجمهور: هنا يجب عليك أن تسأل نفسك سؤالًا محددًا وهو: هل يُدرك الأشخاص المطلوبون أنّ هذه الرسالة موجهة إليهم؟ مَن هو جمهورك وهل تُخاطبه برسالة صحيحة وواضحة؟ بمجرد إجابتك عن هذه الأسئلة يُمكنك أن تصل لجمهورك وتعزز العلاقة معه.
- إعداد المحتوى: الآن يجب عليك أن تقوم بإعداد محتوى يتناسب حقيقة مع القدرات التي تمتلكها والمهارات والأفكار، إنّ المحتوى الآن هو بمثابة السيرة الذاتية والمعلومات الخاصة بك ولا بدّ من اختيار الكلمة المُعبرة التي تصف ما تتسم به حقيقة.
- اختيار تصميم مميز: لا بدّ أن يُرفق المحتوى بتصميم مميز لك ولصورتك الشخصية أو المنشورات التي ستنشرها فيما بعد ويجب أن يتم ذلك باحترافية عالية ليُعطي فكرة واضحة للعميل عن مدى احترافيتك وهذا من تقنيات التسويق.
- استعمال أدوات العلامة الشخصية: بما أنك الآن تمكنت من تنفيذ كافة الخطوات السابقة عليك أن تختار القنوات التي ستنشر عليها تلك المعلومات عنك وكيف سيكون ذلك.
كيف تنشئ العلامة الشخصية
لا بدّ الآن لأي شخص استطاع فهم أهمية العلامة الشخصية أن يسعى لتحسينها حتى يكون قادرًا على التقدم لمختلف أنواع الوظائف ويحصل على انتباه الموظِّف، وفيما يلي إضاءات هامة عند التفكير بعلامتك الشخصية:
إجراء تحليل الذاتي
إنّ العلامة الشخصية توازي قوة العلامة التجارية، فحتى ولو لم تحاول أن تبني علامتك الشخصية إلا أنّ وجودك على الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي قد صنع بالفعل علامتك الشخصية وهنا يجب أن تقف مع نفسك وقفة تحليلة وتسأل هل هذا ما ترغب أن يراه الموظِّف عنك؟ لقد ذكرت المصادر أن أكثر من نصف الأشخاص قد رُفض توظيفهم -مع مناسبتهم للوظائف- بسبب محتواهم على الإنترنت، إنّ صاحب العمل سيكون حريصًا جدًا على التحقق من شخصيتك وبالتالي لا بدّ أن تنتبه جدًا لما تقوم بنشره، مثلًا من غير المناسب نشر علاقاتك العاطفية على وسائل التواصل لأنّ هذا قد يُعد نقظة ضعف في بعض الوظائف وبالتالي تخسر ترشيحك للمنصب.
إجراء استفتاء موضوعي
بعد أن استطعت أن تقف مع نفسك وقفة صادقة وتحلل المحتوى خاصتك على الإنترنت لا بدّ من محاولة معرفة نظرة الآخرين عنك وبالتالي هذا أمر هام جدًا لتعرف نظرة صاحب العمل عنك، يُمكن لك أن تجري ذلك الاستفتاء من خلال مجموعة من الأسئلة التي يُمكن أن تطرحها على نفسك مثل: ما هو العمل الذي تحب؟ هل من السهل إرضاؤك؟ كيف كان الانطباع الأول عنك؟ كيف يُمكن أن توصف لشخص جديد؟ ماذا تعمل الآن؟
أخبرهم قصتك
الآن بعد أن استطعت تحليل المحتوى خاصتك ومعرفة نظرة الناس عنك يجب عليك أن تقوم بعمل خطوة حقيقية للتقدم في مسارك الجديد، يُمكنك الآن أن تحذف أي محتوى غير لائق بمسيرتك الجديدة أو ربما تجعله خاصًا بك دون أن يراه أحدًا، ومن ثم تبدأ بشكل تدريجي ببناء علامتك الشخصية القوية التي تؤهلك لخوض غمار عالم العمل وبالتالي تقوم بالتسويق الخفي لذاتك.
ما هي أدوات بناء العلامة الشخصية؟
إنّ معنى أدوات بناء العلامة الشخصية أي مجموعة المنصات التي يمكن من خلالها ترك أثرك الشخصي وعلامتك الشخصية، وما يلي سيكون تفصيل ذلك:
لينكد إن
لما تبدأ باستعمال لينكد إن يجب عليك أن تؤمن بأنه ليس سيرتك الذاتية على الإنترنت بل هو صفحة رسمية خاصة بعلامتك الشخصية، وقد ذكرت الدراسات أن 96% من عملية التوظيف يتم عن طريق لينكد إن وبالتالي فإنّ 89% من الشخصيات قد تركوا صورة إلى جانب ملفهم الشخصي تظهر ودية الشخص ولطافته لبدء الحديث معه.
بيت كوم
يعد موقع بيت كوم من أهمّ المواقع الخاصة بالتوظيف في الشرق الأوسط إذ يحوي هذا الموقع على أكثر من 60 ألف اختصاص يمكنك اختيار أي منها ليتناسب مع خبرتك كما أنه يؤدي وظيفة هامة حيث يضمن استمراية تعليم الفرد من خلال التواصل مع الإدارة العليا أو مع الخبراء من المختصين في نفس المجال، وبذلك من خلال شبكة العلاقات التي تبدأ ببناء ملفك الشخصي وبالتالي تضع أول لبنة لك في عالم الأعمال.
قوة العلامة الشخصية
يُمكنك أن تنشئ علامة شخصية خاصة بك ولكن في نفس الوقت يجب عليك أن تنتبه تمامًا إلى مدى فاعلية هذه العلامة وتحقيقها للغرض المطلوب، ويمكن لك فحص قوة العلامة الشخصية خاصتك من خلال مجموعة من الرسائل وهي:
- أنت شخص مميز ومختلف وتمتلك من المهارات ما لا يمتلكه أي شخص آخر كما أنك شخص قيادي قادر على التأثير بالآخرين والسمو بالمؤسسة نحو الأفضل.
- أنت تمتلك معارف أكبر من أي معرفة خاصة بالأشخاص الآخرين وذلك بسبب القدرات العالية التي تحملها وهذا ما يجعلك متفوقًا على مَن حولك.
- إنّك تمتلك أصالة عالية وقدرة رائعة مثل أي علامة تجارية قديمة وذلك من خلال عرضك لمجموعة الإنجازات التي استطعت الوصول إليها لذلك أنت صاحب مصداقية ويجدر بهم توظيفك.
في هذا العصر لم يعد الحصول على الوظيفة أمر سهل كما كان سابقًا لأنّ العميل اختلفت نظرته كثيرًا وتصوراته عن الشخص الذي يُمكن أن يوظّفه، يجدر بك الآن وبقد أن قرأت ما سبق من المعلومات أن تفكر كيف تبدأ خطوتك الأولى في صنع علامتك الشخصية؟ كيف يُمكن لك أن تكون أيقونة للنجاح؟