مبادئ التسويق الميداني وكيف تحترف هذا النوع من التسويق؟

هل ما زال للتسويق الميداني أثر في ظل ثورة التكنولوجيا وكيف ذلك؟ ما الاستراتيجيات الحديثة التي تمتلكها الشركات العالمية في هذا النوع من التسويق؟ لتحصل على الإجابة الدقيقة تابع معنا.

إنّ مفهوم التسويق الميداني من أهمّ أشكال فن التسويق التي لم تندثر على الرغم من تطور وسائل وطرق التسويق الناجحة حول العالم، وعلى الرغم من كونه واحدًا من أقدم أنواع التسويق إلا أنّه استطاع أن يثبت نفسه بين أنواع التسويق الأخرى متماشيًا مع كافة التطورات التي وصل إليها العالم اليوم، في هذا المقال ستكتشف طريقتك الجديدة في عالم التسويق الميداني وكيف تستثمر ذلك في كسب العملاء واستمراريتهم.

ماهو التسويق الميداني

التسويق الميداني Field marketing هو واحد من أهمّ أنواع التسويق المعروفة منذ زمن طويل والذي يُمثل مجموعة الأنشطة الميدانية التي تأتي بها الشركة من أجل الوصول إلى تماس مباشر مع زبائنها على أرض الواقع، يُعد هذا النوع من التسويق واحدًا من طرق التسويق المباشر ولكنه يتميز عن الأخير بأنّه مقابلة ما بين العميل والمُسوق وجهًا لوجه في الشارع أي ليس عبر الهاتف أو البريد المباشر، وعلى الرغم من الثورة التكنولوجية الهائلة وظهور التسويق الإلكتروني إلا أنّ الكثير من الشركات لم تتخل عن  التسويق الميداني كقاعدة أساسية لوجودها في السوق نظرًا لأن التسويق الميداني هو الوجود الحقيقي والواقعي للشركة وهذا باختصار تعريف التسويق الميداني.

أنواع حملات التسويق الميدانية

إنّ استراتيجيات التسويق هي ليست فقط أن يقف شخص ما مقابل الآخر ويعرض له المُنتج الذي بين يديه ويتحدث له عنه، على العكس من ذلك إن للتسويق الميداني مجموعة من الأنواع حيث يمتاز كل نوع من تلك الأنواع بمجموعة من المزايا التي يجب أن يتقنها فريق التسويق الميداني، وما يلي ذكر أهم أنواع حملات التسويق الميداني:

تسويق العروض التوضيحية

يعد هذا النوع من أنشطة التسويق الميداني من أفضل حملات التسويق حيث يتمركز مندوب المبيعات التابع لتلك الشركة في بعض النقاط الحيوية مثل المتاجر أو أماكن التسوق أو غيرها ومن ثم يُقدم عينة من منتجه للمستهلك بحيث يتذوقها هذا فيما يخص شركات الأغذية، أمّا بالنسبة لغيرها من الشركات فيُمكن أن تُقام بعض المسابقات التي تُقدم فيها بعض الهدايا الرمزية أو  بعض النماذج المجانية عن المُنتج وهذا ما يسمى باسم مواد التسويق ويُمكن الاسفاد في هذا المجال من العروض التسويقية.

تسويق نقاط البيع

في هذا النوع من أنواع التسويق تكون هناك مجموعة من نقاط البيع المؤقتة التي تهدف إلى لفت أنظار المُستهلك ولا بدّ أن يكون المسوق الميداني المختص بنقطة البيع تلك على دراية عالية بالمُنتج تُمكنهم من الإجابة عن كافة التساؤلات، ويتم البيع  من خلال مجموعة من الحسومات والعروض وغير ذلك مما يبذل في جهود التسويق.

تسويق بيع التجزئة

تتجه فرق التسويق الميداني في هذا النوع إلى التسويق عبر المتاجر الصغيرة التي لا تمتلك خبرة عالية في الترويج فيُساعدوهم في ترويج المنتجات وفي نفس الوقت يكونون على تماس مباشر بالجمهور فيُجرون معهم بعض الحوارات  التفاعلية حول المُنتج خاصتهم وبالتالي يمتلكون معرفة واضحة ودقيقة ومباشرة من المُستهلك حول سلوكياته مع المُنتج  ويتمكنون من الرصد الحقيقي لحملات التسويق الميداني ونتائجها.

تسويق حرب العصابات

على الرغم من أنّ هذا الاسم قد يكون مفاجئًا لكن هو دقيق لدرجة كبيرة إذ تكون حملات تسويق حرب العصابات معتمدة على الكر والفر ما بين المسوق الميداني والعميل وهذا من أنواع التسويق الابتكاري، حيث يظهر المندوب للعميل في مكان لا يتوقعه من أجل الترويج للمُنتج، يمتاز هذا النوع من التسويق بتكلفته المُنخفضة لكنه في نفس الوقت يعتمد كليًا على براعة وإبداع المُسوق، بمعنى آخر في تسويق حرب العصابات لا يمكن الاعتماد إلا على إبداع المسوق ويعد هذا النوع من أهم أنشطة التسويق الميداني.

مهارات التسويق الميداني

يكون التسويق الميداني قائمًا على مجموعة من المهارات التي تساهم في نجاح الحملة بشكل مباشر، ومن أهمّ مهارات التسويق الميداني التي تُساهم في رفع أداء فريق التسويق:

  • المتابعة الدائمة للجمهور المُستهدف من خلال تحليله بشكل متواصل والوصول إلى معرفة مباشرة وحقيقية عن سلوكياته مع المُنتج.
  •  يسمح التسويق الميداني بتحديد نقاط القوة الخاصة بالمُنتج من خلال عرضها أمام الجمهور حتى تكون وسيلة جذب فعالة معه .
  • امتلاك مهارة خطابية أمام الجمهور لأنّ تلك المهارة من شأنها أن تُؤثر بشكل كبير على العملية الشرائية من قبل المُستهلك، لأن التسويق الميداني استراتيجية حقيقية تمكن من امتلاك عقل المستهلك.
  • التعامل مع التسويق الميداني على أنّه فكرة إبداعية يجب العمل عليها ومحاولة طرح أفكار خارج الصندوق تُمكن استراتيجية التسويق من النجاح.

خطة تسويق ميداني

عند الرغبة بإعداد خطة تسويقية ميدانية ناجحة في مجال التسويق وهو ما يطلق عليه اسم بحوث التسويق لا بدّ من اتباع خطوات إنشاء استراتيجية تسويق ميدانية واضحة، وتتمثل تلك الخطوات بما يلي:

تحديد الجمهور المستهدف

 يكون مجال التسويق الميداني للشركات ذا أهمية عالية إن تمكنت من معرفة جمهورك، إنّ أي خطوة تتطلب من فرق التسويق أن يقف وجهًا لوجه مع جمهوره المُستهدف ومعرفة ما هي الحاجات الحقيقية لذلك الجمهور وهل هو يستهدف جمهورًا يتبع استراتيجية الثمن الرخيص لحياة أفضل؟ أم يستهدف جمهورًا يعتني بالعلامة التجارية قبل أي شيء؟

تحديد نوع التسويق الميداني

بعد أن استطاع المُسوق تحديد الجمهور المُستهدف بشكل دقيق لا بدّ أن يختار الطريقة التي سيقوم فيها بالترويج لمُنتجه أو لخدمته، هل ستفيده تقنية حرب العصابات أم إنّ البيع بالتجزئة هو الأفضل هذا ما يجب أن يحدده في الخطوة الثانية من خطوات إعداد خطة الحملة التسويقية.

إعداد الخطاب

من الضروري جدًا بالنسبة للحملة التسويقية الميدانية أن يتمّ إعداد الخطاب مسبقًا وألا يترك مندوب التسويق الميداني الأمر للصدفة، لأنّ القدرة الكلامية وترتيب الأفكار مسبقًا لها أثر واضح في العملية الشرائية وهذا ما يجب أن يكون المسوق واعيًا له بشكل كبير.

إعداد وسائل مساعدة لعملية التسويق

يشمل التسويق الميداني في هذا النوع مجموعة من الوسائل التي تُعين على إقناع المُستهلك، سواء كانت تلك الوسائل تقنية مثل عروض البور بوينت أو تجارب مستخدمين آخرين، أو كانت وسائل محسوسة مثل المُنتجات وأثرها السريع وهذا ما يسمى باسم مواد التسويق التقليدية الناجحة .

قياس النتائج

من خلال التسويق وبعد أن وصلت إلى ما وصلت إليه في حملتك التسويقية الميدانية لا بدّ أن تقف مع نفسك لحظة من أجل معرفة مدى تقدمكم بالنسبة إلى عملك وإلى عمل المنافس وإلى أهداف التسويق وهل استطعت من خلال الخطوات سابقة الذكر أن تُحقق فائدة حقيقية، وغيرها من أدوات القياس.

الاستمرار في حملة التسويق الميداني

إن لم تكن النتائج مرضية لك كثيرًا في الخطوة السابقة التي اتبعتها وهي قياس النتائج فإنّ كل ما عليك هو الاستمرار في الحملة التسويقية ومحاولة البحث عن الثغرات التي أدت بشكل مباشر لبطء النجاح ومحاولة تلافيها شيئًا فشيئًا.

أهمية التسويق الميداني؟

هناك الكثير من الفوائد التي يُمكن تحصيلها من التسويق الميداني خاصة وأنّه من أنواع التسويق التي غالبًا ما تكون مضمونة النتائج إن سارت وفق خطة واستراتيجية محكمة، ومن فوائد التسويق الميداني :

بناء الثقة بالعلامة التجارية

كثر هم الأشخاص الذين يقرؤون العلامة التجارية قبل استعمال المُنتج ولهذا تكون فرصة شراء منتج بعلامة تجارية جديدة ضئيلة بعض الشيء، لكن عند تجربة المُنتج قبل شرائه في أرض الواقع تكون فرصة شرائه أكبر بكثير خاصة لو أثبت جدارته.

استهداف عملاء غير محتملين

من أهمّ الفوائد في التسويق الميداني أنه يُساعد الشخص على اكتساب عملاء غير محتملين أصلًا وكذلك يؤدي لاستمرارية العملاء القدماء وهذا يساهم بشكل مباشر في زيادة المبيعات وكسب ولاء العميل على المدى البعيد من خلال فرق التسويق والمبيعات.

المواجهة مع المستهلك

إنّ هذا الأمر هام جدًا في مسألة التسويق الميداني حيث يكون المسوق على تماس مباشر بالمستهلك وبالتالي تكون الفرصة أكبر لمعرفة طريقة تفكير المستهلك وما هي حاجاته وتطلعاته، وما ميزات المنتج وما عيوبه وكيف يُمكن تلافي ذلك.

الفرق بين التسويق الميداني والتسويق الالكتروني؟

يختلف الأمر ما بين التسويق الميداني والتسويق الرقمي و التسويق التقليدي فهذا عادة ما يحكم عليه من خلال مجموعة من الأمور والقواعد التي لا بدّ من مراعاتها مثل مسألة العلامة التجارية وقدمها ومَن هو الجمهور المُستهدف ومدى عمر الشركة وغير ذلك، ولكن التسويق الرقمي هو أقل كلفة من التسويق الميداني أما لو استطاعت المؤسسة أو الشركة أن تجمع ما بين الاثنين فهو الأفضل.

  أخيرَا يمكن أن يكون التسويق الميداني هو الحجر السحري الذي يُمكن أن يقلب لعبة التسويق كاملة، لأن مهارات ادارة التسويق في الشارع  تلعب دورًا حقيقيًا في الترويج للسلعة أو للخدمة وتقديمها، وبذلك يمكن أن نقول ببساطة لقد أصبح التسويق الميداني حجر أساس لكل شركة في عمليتها الترويجية.

وبهذا القدر من الكلام نصل إلى أنّ التسويق الميداني باختصار يمنح الشخص القدرة على تجربة فريدة ورائعة حيث يُمكنه أن يُجرب المُنتجات ويتشارك في حوار فعال مع ممثلي أصحاب هذا المنتج إذ يعتبر التسويق الميداني مسموعًا وقادرًا على التغيير ومُفضلًا عند الكثير من العملاء وهنا تكمن حقيقة أهمية التسويق الميداني التي تمنح مديري التسويق نظرة ثاقبة حول مستقبل الشركة في السوق التجارية.

أضف تعليق