معنى التسويق وأنواعه وأهدافه.. كيف تتقن أسراره؟

حتى تتمكن من الإمساك بزمام التسويق لا بدّ أن تفهمه وتتعلم أسراه وأهدافه وكيف يتم؟ خاصة وأنّ أي شركة حتى ترتقي سدة النجاح لا بد لها من خطة تسويق مدروسة، فتابع معنا.

ما معنى أن تكون مسوقًا لخدمة أو منتج ما؟ قد يظن الناس أن التسويق هو البيع عينه وأنّ مهمة المسوق تنتهي لما يتمّ الخدمة بشكل صحيح، وهذا الأمر خاطئ وهو من المعتقدات غير الصحيحة، إنّ التسويق هو عملية دائمة مستمرة تهدف دائمًا لخلق أسواق جديدة مع استمرارية المؤسسة في الأسواق الحالية، وللاستزادة أكثر تابع معنا للتعلم ما لا تعرفه عن معنى التسويق.

معنى التسويق

لقد نشأ علم التسويق بناء على الحاجة الضرورية له لمّا امتلأت الأسوق العالمية بالإنتاج وظهر ما يُعرف بالكساد الإنتاجي، ويُعرف التسويق على أنّه مجموعة الجهود والنشاطات التي تعمل على دراسة السوق وحاجيات المستهلك والعمل على تلبيتها وكسب ثقة وولاء العميل على المدى البعيد ويكون ذلك كله قائمًا على تبادل الخدمات والمنتجات مع الآخرين بهدف تحقيق أرباح وبناء سمعة للمنظمة بمدة زمنية محددة قابلة للقياس، بمعنى آخر إنّ أهدف التسويق الحقيقي في أي شركة أو مؤسسة هي العثور على الزبائن وجذبهم والمحافظة عليهم وهذه النتيجة الحتمية التي تؤدي إليها طرق التسويق الناجحة.

أنواع التسويق

لقد كان للتسويق مجموعة من الأنواع بناء على السوق المُستهدف والمُستهلك وأين يوجد وأين يكون وما يُفضله وغير ذلك من الأمور التي تتطلب فهمًا واضحًا من أجل القيام بحملات التسويق على الوجه الصحيح، وما يأتي ذكر لأهمّ أنواع التسويق:

التسويق بالمحتوى

دائمًا ما يتردد عند الناس عبارة يتداولونها وهي “المحتوى هو الملك” فقد يكون المُنتج جيدًا ويمتاز بالعديد من الأمور التي لا تتوفر في غيره من المنتجات ولكن لم تصل صورته للمستهلكين بشكل جيد وذلك لأنّ المحتوى لم يتمكن من إظهار صورته بتلك الجودة، وبما أنّ التسويق بالمحتوى يعد تسويقًا غير مباشر فيُمكن أن يتم من خلال الصور أو مقاطع الفيديو أو المدونات أو حتى المنشورات التي لا تعمد للترويج بشكل مباشر وصريح ولكن تتمكن من تحفيز الجمهور من أجل الالتفات لتلك الخدمات أو المنتجات.

التسويق بالبريد الإلكتروني

بما أنّه يجب على المسوق أولًا دراسة المُستهلك من أجل القيام استهداف نوع التسويق الصحيح فإنّه من الضرورة بمكان أن يكون واعيًا للتسويق عبر البريد الإلكتروني -وهو نوع من أنواع التسويق المباشر– والذي يستهدف الشخصيات البارزة والهامة التي غالبًا لا تهتم بتصفح وسائل التواصل الاجتماعي ولكن تهتم كثيرًا بتصفح البريد الإلكتروني الخاص فيها، وبهذا يتمكن المسوق من الوصول إلى تلك الطبقة من المستهلكين بشكل مميز.

التسويق عبر مواقع التواصل الاجتماعي SMM

إنّ مواقع التواصل الاجتماعي والتسويق من خلالها يُعد ثورة بحد ذاته في عالم التسويق، لأنّه يُمكن المسوق من الوصول إلى عملاء محتملين في مشارق الأرض ومغاربها وبالتالي يُمكن البائع من الوصول إلى أسواق لا نهائية، فلا يوجد بيت في هذا العالم لم يصل إليه الإنترنت وبشكل خاص بعد عام 2020 ميلادي.

التسويق من خلال محركات البحث SEO

ما يزال الإنترنت هو العالم الحقيقي لمجال التسويق والوصول إلى العملاء من مختلف أنواع العالم، والتسويق من خلال المدونات في قوقل أو غيرها واتباع قواعد الـ SEO يُمكّنك من الظهور في النتائج الأولى في محركات البحث وبالتالي تكون قادرًا على كتابة قصيدة التسويق الخاصة بك في مجالك والحصول على عملاء من مختلف أنحاء العالم.

اهداف التسويق

إنّ أي شركة تعمل على خطة تسويقية لا بدّ أنها في آخر الأمر ترغب بمجموعة من الأهداف التي تحقق وجودها في العالم التجاري، وتتلخص أهداف التسويق في العصر الحديث بما يلي:

هدف الربح

إنّ الربح هو الهدف الحقيقي لأي مؤسسة ترغب في دخول السوق التجارية ولكن لا يتم الأمر بشكل عشوائي ولا يمكن تحقيق الربح الأعظم وذلك بسبب تصرفات المنافسين والمراقبة على الأسعار والقوانين وغير ذلك مما يساهم في محدودية الربح، كما أنّ الربح يُقاس بالنسبة إلى رأس مال، فعلى سبيل المثال إن تحقيق ربح بمقدار 10 آلاف دولار لورشة أخشاب صغيرة يعد نجاحًا جيدًا لكن تحقيق 10 آلاف دولار لشركة كهربائيات ضخمة هو مؤشر واضح على الإفلاس.

هدف النمو

يتحقق النمو من خلال أمرين اثنين بالنسبة للمؤسسة، فإمّا أنّ تزيد حصتها من الأسواق الحالية وهذا دليل واضح على نجاح خط سير المؤسسة أو أنّها تمكنت من غزو أسواق جديدة وهذا يدل على نجاح الخطة التسويقية التي تتبعها الشركة وامتلاك مفاتيح فن التسويق وبذلك يكون معدل النمو الخاص بالشركة صحيحًا.

هدف البقاء

إنّ هدف البقاء في السوق هو الأساس الذي تسعى أي شركة من أجل تحقيقه وبالتالي تكون قادرة على الاستمرار ومواجهة الصعوبات القادمة، وهذا الأمر ليس مناطًا بإدارة التسويق وحدها بل إنّ كافة الوحدات الخاصة بالمنظمة يجب أن تتحمل مسؤولية البقاء في السوق من أصغر عامل وحتى الإدارة عينها، وهذا بالضبط ما يُعين على الشركة البحث الدائم عن فرص تسويقية جديدة سواء كان ذلك في الأسواق الحالية أو أسواق جديدة.

طرق التسويق الحديثة

إنّ طرق التسويق الحديثة أو ما يعرف باسم التسويق الذكي هي التي تمكن المسوق من الوصول إلى المستهلكين المُحتملين وإقناعهم بالسلعة من خلال مجموعة أساليب التسويق والتي تتمثل بما يلي:

التسويق الافتراضي

يُساهم التسويق الافتراضي بخلق فرصة واقعية للعميل بحيث يتمكن من تجريب الخدمات والمُنتجات بشكل افتراضي قريب من الواقعي عن طريق استعمال تكنولوجيا الواقع الافتراضي، يتم ذلك عن طريق استعمال نظارة أو غيرها من الأدوات التي توفر تجربة غنية بالنسبة للمستخدم، ومثال على ذلك استعمال الواقع الافتراضي لتجربة السيارات أو التجهيزات المنزلية ويعد هذا النوع من أنواع التسويق الإلكتروني.

التسويق الشبكي

يتم استعمال التسويق الشبكي بهدف زيادة الثقة بالعلامة التجارية من خلال الترويج لها من قبل المؤثرين في المجتمع الذين يمتلكون قاعدة جماهيرية عالية يُمكنهم التأثير عليها وبالتالي يتمكن المؤثر من تغيير قرارات الجمهور الشرائية، ويُساهم بشكل مباشر في جذب انتباه الجمهور نحو تلك العلامة.

التسويق الاجتماعي والبيئي

يعمل هذا النوع من التسويق –التسويق الاجتماعي– من أجل تحقيق مجموعة من الفوائد البيئية والاجتماعية إلى جانب تحقيق الأهداف التجارية والربحية بحيث تقوم الشركة المُنتجة بخلق مجموعة من المنتجات الصديقة للبيئة والتي تهدف إلى ترسيخ العادات الاجتماعية، وهذا من شأنه أن يزيد الثقة بالعلامة التجارية وبالتالي يكون قادرًا على خلق صورة إيجابية عند القاعدة الجماهيرية.

اسرار التسويق

هناك مجموعة من الأسرار الخاصة بالتسويق والتي لا يعرفها المبتدئون في عالم التسويق ولكن يتقنها أخصائيوا التسويق، وما يلي ذكر أهمّ تلك الأسرار وخاصة في الأوقات التي يكون فيها بعض الأزمات العالمية:

فهم مشاعر الجمهور

لعل من أهمّ ما يجب على المسوق أن يفعله في أثناء عملية التسويق هو فهم مشاعر الجمهور وما يُريده وما الشيء الذي سيُلبي رغباته، فلو كان الجمهور مثلًا يرغب في قضاء الوقت في البيت لحادث ما أو لسبب ما مثل موجة كورونا فلا يُمكن على الإطلاق الترويج لمُنتجات تتطلب الخروج إلى الشارع.

التمتع بالهدوء

لعل الشركة الحديثة أو التي ليس لها باع كبير في التسويق تظن أنّ الأمر سهلًا بالتأكيد وبالتالي ستنصدم في أثناء الوصول إلى منطقة التنفيذ، ولهذا يجب على الإدارة أن تتمتع بهدوء عالي وتحاول السيطرة على كافة المجريات وأخذ فترة للتنفس وبالتالي تقييم الوضع مرة أخرى.

إعادة ترتيب الأوراق

ليس من العيب أن تعيد ترتيب أوراقك ما بين الوقت والآخر وتعترف ببعض الأخطاء التي ارتكبتها في وقتٍ من الأوقات لأنّ هذا الأمر يتيح للشركة أن تعرف نقاط الضعف لديها فتحاول تقويتها ونقاط القوة فتستند إليها.

عدم مقارنة أوقات زراعتك بحصاد الآخرين

لا شيء يُمكن أن يكون سهلًا على الإطاق وبخاصة في مجال التسويق الذي تشتد به رياح المنافسة كثيرًا، وكل عمل كان في بادئ الأمر صغيرًا ومبتدئًا وبالتالي لا يجب أن تنظر إلى الشركات الكبرى تُقارن نفسك بها لأنّ وقت زراعتك لا يشبه وقت حصاد الآخرين.

الحضور الدائم

يتم تقييم الشركة من قبل المُستهلكين من خلال الحضور الدائم لها في كافة الأوقات أي سواء كانت أوقات أزمة أم غيرها، ويُفضل أن يكون الحضور من خلال الإنترنت ويتمثل ذلك الحضور بالرد على الآخرين وبعض الحملات الترويجية ومحاولة تقديم الجديد بشكل مستمر.

خصائص التسويق

حتى تكون عملية التسويق ناجحة لا بدّ من التركيز على خصائص التسويق والتي تتمثل بما يلي:

  • التركيز على العميل: لا بدّ لأي تسويق حتى يكون ناجحًا أن يركز في بادئ الأمر على العميل وما يجب أن يُقدم له من أمور هامة حتى تضمن ولاءه للمؤسسة على المدى الطويل.
  • ضمان رضا العميل: قد يظن بعض المسوقين أنّ مهمة التسويق تنتهي بالبيع وهذا ما يُتيح لهم في بعض الأحيان المبالغة في وصف المنتج وهذا بالضرورة ما يؤدي إلى خسران العميل الثقة بالعلامة التجارية.
  • الاستمراية والتنظيم: إنّ أي عمل يحتاج من الشخص الاستمرارية وأن يكون منظمًا تنظيمًا دقيقًا ويختص لهذا الأمر بالتسويق خصوصًا لأنّ غياب السلعة عن السوق في بعض الأحيان وحضورها في الأوقات الأخرى يؤدي بالضرورة لخسارة الثقة فيها.
  • المزيج التسويقي: حتى ينجح التسويق لا بدّ من إعداد خطة دقيقة من أجل ذلك، وهذا يتمثل حقيقة في مسألة إعداد المزيج التسويقي المُتمثل بالعناصر الأربعة وهي المنتج والمكان والتسعير والترويج ولا بد من الاهتمام بكل عنصر بشكل دقيق على حدة.

أهمية التسويق

لعل للتسويق أهمية عالية تنبع من مجموعة من العوامل والتي تتمثل بما يلي:

  • إنّ التسويق يُساهم بشكل مباشر بالنمو الاقتصادي في الدولة ويُشجع على الاستثمار من خلال معرفة حاجات المستهلك وتلبيتها فيما بعد.
  • يُساهم التسويق في زيادة المبيعات بشكل مباشر لأنّ للمستهلك قناعة وثقة بالعلامة التجارية وبالتالي فإنّ كافة المنتجات التي تنتجها المؤسسة تكون محل رضا من قبل المستهلك.
  • يُساهم التسويق بزيادة انتشار السلعة وانتشار العلامة التجارية سواء كان ذلك في السوق عينها أو في أسواق جديدة.
  • يُساعد التسويق على معرفة السوق الحالية من خلال دراسة وافية ومن ثم التنبؤ بما سيكون عليه السوق فيما بعد.

إنّ معنى التسويق ليس مفهومًا إن حفظته وعلمت معناه تصل إلى النجاح، إنّ التسويق هو ذلك الفن الذي إن ركبت أمواجه وصلت إلى شاطئ النجاح، ولا بدّ في هذه الرحلة من امتلاك قارب الفهم ومجاذيف أسرار هذا العلم العميق.

أضف تعليق