مفاتيح النجاح في التسويق السياحي tourism marketing

كيف استطاع التسويق السياحي أن يُغير من موازين السوق العالمية وما هي أهمّ الخصائص التي يتمتع بها خاصة وأنّ المنافسة اليوم تشتد في مجال السياحة.. لمعرفة ذلك تابع معنا

على الرغم من أنّ التسويق السياحي هو واحد من أفرع التسويق ككل ولكنّه يختلف كثيرًا عن أنواع و تقنيات التسويق الأخرى التي تعتمد على المنتجات والمبيعات، بمعنى آخر إنّ التسويق السياحي هو بمثابة الخدمة التي تُقدم لتلبية رغبة العميل وحاجاته، ولكن من أجل التسويق لشيء ما لا بدّ من التمكن منه ومعرفة مزاياه وخصائصه، لذلك لو أردت أن تكون مسوقًا ناجحًا فكل ما عليك هو أن تتابع قراءة هذا المقال.

تعريف التسويق السياحي

مفهوم التسويق السياحي  Tourism Marketing وهو العميلة المستمرة لكافة الجهود التي تبذلها مجموعة الشركات والمؤسسات والأفراد من أجل تحقيق التبادل التسويقي بحيث تتحقق كافة الأهداف الخاصة بالشركة بما يُقابل ذلك من رضا العميل والحصول على الخدمة المطلوبة، من خلال مراعاة عناصر المزيج التسويقي السياحي الأربعة والتي تتمثل بالمنتج والسعر وطريقة التوزيع والترويج، بمعنى آخر لا بدّ من استمرار بذل الجهود يومًا بعد يوم والتوسيع الدائم للنشاطات والمراقبة لنشاطات المنافس.

استراتيجيات التسويق السياحي

إنّ استراتيجية التسويق السياحي هي القلب النابض بالنسبة لأي شركة تسويق ترغب بالبقاء في السوق السياحية ومن خلال الاستراتيجيات السياحية وطرق التسويق الناجحة يُمكن أن تحقق الشركة كافة الأهداف المطلوبة بمعنى آخر هي ترفع من أداء الاعلان والتسويق الخاص بالشركة، وتنبع الحاجة لدراسة استراتيجية تسويق السياحة من التغيرات المتسارعة في عالم التسويق الابتكاري، وما يأتي ذكر أهمّ تلك الاسترتيجيات:

استراتيجيات التسويق السياحي من حيث التوجه

يتفرع عن استراتيحية التسويق حسب التوجه ثلاثة أفرع ما يلي سيكون تفصيلها:

الاستراتيجية التسويقية غير التمييزية

في هذا النوع من استراتيجيات التسويق تعمل الشركة على تقديم مُنتج واحد لكافة الفئات دون التمييز بينها باعتبار أنّ ذلك السوق الذي طرح المُنتج له هو سوق متجانس، ولكن تُعد هذه الوسيلة غير ذات فائدة إن لم يكن السوق الذي تُطرح له الخدمة متجانسًا وبالتالي لا يكون هناك فائدة من الاستراتيجية.

الاستراتيجية التسويقية التمييزية

في هذه الحالة تعمل الشركة على تقديم خدمات أو منتجات متعددة لقطاعات سوقية مختلفة وبذلك يتعين على الشركة أن تضع مزيج تسويقي خاص بكل قطاع وتعد هذه الاستراتيجية مميزة وفريدة ولكنها مكلفة فقد تصل الشركة في بعض الأوقات لعدم قدرة مواردها على تغطية النفقات.

الاستراتيجية التسويقية المركزة

في هذه الحالة تعمل الشركة بشكل مباشر للوصول إلى السوق من خلال خدمة واحدة أو مُنتج واحد وهذا يؤدي إلى نجاح هائل حيت يكون هناك انخفاض في النفقات وزيادة في الإنتاج، ولكن من الجدير بالذكر أنّ هذه الطريقة في التسويق السياحي خطرة بعض الشيء فلمّا يتقلب السوق أو تظهر مشكلة تنافسية قد ينقلب العميل وبالتالي تخسر الشركة كل شيء.

استراتيجيات التسويق السياحي من حيث الميزة التنافسية

لقد استطاع بورتر من خلال ثلاث استراتيجيات أن يوفر للشركة القدرة على المنافسة في السوق السياحي، فقال إنّ إستراتيجيات التسويق السياحي هي:

استراتيجية الكلفة الأقل

في هذه الحالة تعمل الشركة السياحية على تقديم الخدمة بسعر أقل أي تُحاول أن تضع لها هامش ربح قليل وبالتالي تستطيع تحقيق ربح عال من خلال الزيادة العالية في المبيعات، وبالتالي تنشأ ما بين الشركة والعميل علاقة ودية مميزة توفر قدرًا عاليًا من الحماية التنافسية ضد الشركات الأخرى وتثبيتًا لقيمة العلامة التجارية.

استراتيجية التميز

هناك نوع ما من العملاء لا ينجذب إلى السعر القليل ويرغب دائمًا بالحصول على خدمة مميزة ولو كان ذلك بسعر أعلى وهذا بالضبط ما تستهدفه الشركة في هذا النوع من الاستراتيجية، حيث تعمل على تقديم مجموعة من الخدمات الرائدة التي يصعب تقليدها وبالتالي تجذب العميل من خلال الجودة.

استراتيجية التركيز

من خلال هذه الاستراتيجية تعمل الشركة على طرح منتج ما أو خدمة في السوق ولكنها تعمل عليها بتركيز شديد وعال بحيث تُبعد كافة المُنافسين عنها وبالتالي يكون السوق متفردًا لها وحدها وبذلك تتمكن الشركة من الإبقاء على الميزة التنافسية خاصتها ويُمكن للاتصالات التسويقية أن تُقدم أثرًا جيدًا في هذه الاستراتيجية.

استراتيجيات التسويق السياحي من حيث المنافسة

هناك مجموعة من الاستراتيجيات الخاصة بالتسويق السياحي من حيث المنافسة وتفصيلها فيما يلي:

الاستراتيجية الدفاعية

في هذا النوع من الاستراتيجية لا بدّ أن تكون الشركة هي القائدة في السوق ولها نفوذ عالي وكبير في السوق وتمتلك قدرًا من العلاقات العامة، بحيث يعمل على طرح منتجات وخدمات جديدة وهذا يُعد أمرًا دفاعيًا في السوق أي قبل تلقي هجمات شركة أخرى، حيث تعمل هذه الاستراتيجية على الحفاظ على المركز القوي للشركة في السوق.

الاستراتيجية الهجومية

غالبًا مَن يعمد إلى هذه الاستراتيجية يكون بمثابة إثبات النفس في السوق بسرعة من أجل كسب ثقة العملاء، أي إنّ الشركة الحديثة في السوق السياحية تعمل على هذه الاستراتيجية لإظهار نقاط القوة للعملاء، ولا بدّ من الانتباه إلى مسألة التسويق الإلكتروني في هذه النقطة أي التسويق عبر الإنترنت من خلال التسويق عبر محركات البحث أو التسويق الميداني.

خصائص التسويق السياحي

إنّ خصائص التسويق السياحي تتمثل في أمرين اثنين الأول هو المغريات السياحية المادية والثاني هو التسويق المعنوي، وما يلي تفصيل كل منهما:

المغريات المادية في التسويق السياحي

 يعتمد التسويق السياحي بشكل مباشر على المغريات التي تُقدم للسائح وتشجيعه على السفر والقيام برحلة تُغير من مزاجه، ومن أهمّ المغريات التي تُقدم على سبيل المثال:

مغريات الجذب الطبيعية

دائمًا ما يأوي الناس إلى الأماكن الطبيعية الجميلة في وقت السياحة وذلك للترفيه عن النفس، وهنا يتعين على الشخص عرض مجموعة الصور الجميلة الخاصة بطبيعة المكان والمناخ وهنا يأتي دور التسويق السياحي الإلكتروني وذلك من أجل جذب العملاء، ففي آخر الأمر التسويق السياحي هو ترويج حقيقي للمنطقة المُرادة.

مغريات الجذب البشرية

من أهمّ ما يجب أن يتنبه المسوق السياحي له أنّ السياحة مشتركة بين ثلاثة أطراف وهي العملاء والمجتمع المضيف والبيئة الاجتماعية، ولا تقل أهمية المجتمع المضيف عن مغريات الطبيعة، ففي الكثير من الدول قد قامت السياحة في المرتبة الأولى على المجتمع المضيف وهذا من صلب ما يجب أن يهتم به قسم التسويق.

مغريات الجذب الاقتصادية

إنّ السائح بعد أن وجد الطبيعة المغرية والبيئة الاجتماعية الحاضنة سيتطلع إلى الخدمات فهل المنطقة مخدمة بمجموعة وسائل النقل الفريدة والمميزة وما هي الخدمات المُقدمة والمظهر العام للمدينة السياحية من ناحية النمظافة وغير ذلك من وسائل الترويج السياحي الذي يفيد عملية التسويق.

المغريات المعنوية في التسويق السياحي

إنّ المغريات المعنوية لا يُمكن للعميل أن يلمسها قبل الشراء وهذا الأمر يتطلب بشكل مباشر جذب العميل من أجل الحصول على الخدمة، ولكن يُمكن الإشارة بالكلام للخدمات المعنوية التي سيتلقاها والمعاملة الحسنة من فريق العمل والبيئة الحاضنة وغير ذلك وتُساهم وسائل التواصل الاجتماعي ومنصات التواصل كثيرًا في توضيح تلك المغريات وهذا من أهمّ مميزات التسويق السياحي عبر الإنترنت أي “التسويق الإلكتروني”.

أهداف التسويق السياحي؟

إنّ مجال التسويق السياحي هو ليس عبارة عن حملة إعلانية عابرة من أجل المنتج السياحي بل يعد التسويق السياحي خطة كاملة في البناء والتفكير الذي يدعم القطاع السياحي، وللتسويق السياحي مجموعة من الأهداف التي تهدف السوق السياحي، ومن أهداف التسويق السياحي:

  • دراسة السائح: ومعرفة سبب دوافعه من أجل السفر حول العالم وما هي ظروفه وما الأمور التي يُمكن أن تساهم في إرضائه وما الخدمات التي يطلبها وما الأسعار التي تتناسب معه وغير ذلك.
  • إرضاء السائح: فلا يُمكن لأي شركة تُفكر في البقاء في السوق السياحي إلا وتفكر أولًا في إرضاء العميل وتقديم تجربة مميزة له من خلال جهود التسويق وتطبيقها على أرض الواقع.
  • تحقيق الأرباح: إن جميع عمليات التسويق الخاصة تهدف لرفع الرباح إذ لا بدّ للشركة في المرتبة الأولى أن تفكر في الأرباح وقدرتها على تحقيقها ولو على المدى المتوسط أو البعيد وهذا يتحقق من خلال إرضاء العميل وتحقيق تجربة فريدة من نوعها معه.
  • التفوق في المنافسة: إنّ المنافسة هي الأمر الحقيقي الذي يشغل بال أي شركة وبالتالي تبحث عن مجموعة الوسائل والطرق والخطط التي تعين على التفوق على المنافس وكسب السوق السياحية من خلال استراتيجية التسويق الخاصة بالشركة.
  • تنظيم عمل الشركة: يبقى تنظيم أعمال الشركة واحد من أهمّ الأهداف الخاصة بالتسويق السياحي الذي يعمد بشكل مباشر لتوفير خطة ترويج للشركة مستثمرة في ذلك كل الموارد البشرية والمادية بأقل تكلفة وأعلى فاعلية.
  • التنبؤ برغبات العميل: يبقى عمل التسويق دائمًا هو التنبؤ بما يرغب به المستهلك من أجل توفيره له بأفضل صورة ممكنة وأقل تكلفة وهذا يُساهم في التجديد الدائم لصورة الشركة.
  • تعظيم المبيعات: إنّ تعظيم المبيعات يؤدي مباشرة لنجاح وزيادة أرباح الشركة سواء كانت الشركة تعتمد خطة التكلفة القليلة او خطة المُنتج المميز.

أهمية التسويق السياحي

إنّ التسويق هو الذي يدفع بالشركة نحو النجاح ويجعلها أقل عرضة للخسائر العالية وهذا ما يضمن للشركة استمراريتها في السوق مثل باقي الشركات، ويعد التسويق السياحي فنًا حقيقيًا بحد ذاته فقد أصبح التسويق القاعدة الأساسية لأي شركة سياحية، وما يلي ذكر أهمية التسويق السياحي على مختلف الأصعدة:

أهمية التسويق على مستوى العميل

كلما كانت حدة المنافسة عالية بين الشركات كلما زادت الحاجة للتركيز على العميل وطريقة إرضائه، ويعد هذا الأمر واحد من طرق التسويق السياحي الفعالة فأهمّ أهداف الشركة هو الاحتفاظ بعملائها الذين يدرون أرباح كبيرة للشركة وهذا يتحقق من خلال مجموعة الحاجات التي يُمكن أن تُلبى للعميل، إذ يعمل التسويق السياحي على دراسة هذه النقطة بشكل مباشر.

أهمية التسويق السياحي على مستوى الشركة

 إن للتسويق السياحي أهمية على مستوى الشركات التي تُحاول بيع منتجاتها في الموسم السياحي وهذا الأمر لا يقوم من دون دراسة وافية للعميل الحالي وما الحاجات التي يرغب بها وما يُلبي طلباته، ويُمكن أن يتم التسويق عبر المؤثرين لزيادة فرص رغبة العميل بتكرار تجربة ذلك المؤثر سواء من ناحية شراء المُنتج أو السفر أو غيره.

أهمية التسويق السياحي على مستوى المجتمع

من خلال التسويق السياحي يمكن أن تُخلق فرص عمل جديدة على مستوى المجتمع العملي لأنّه دائمًا ما يُرغب بأيدي عاملة تُعين على عملية السياحة وبالتالي يعود ذلك بشكل إيجابي على المجتمع الذي يتحضر شيئًا فشيئًا عند تعرفه على حضارة السياح وثقافتهم.

أهمية التسويق السياحي على المستوى الوطني

غالبًا ما تكون المناطق السياحية في الأرياف ولمّا يقصد السياح مكان الريف فإنّ هذا يعود بالفائدة على التركيب الديمغرافي للسكان فلا يتركزون في المدن فقط، زيادة على ذلك تُصبح الحاجة أكبر لأن يكونوا في موقع الريف وبخاصة في المواسم السياحية التي تنشط الحركة وتدعم القطاع السياحي.

أهمية التسويق السياحي على المستوى الدولي

لقد استطاع التسويق السياحي أن يُقرب ما بين العلاقات الدولية بعضها مع بعض من خلال زيارة سكان الدولتين بعضهم البعض لأغراض سياحية وهذا ما يُسهم بشكل مباشر في تعزيز كافة العلاقات الدولية وتحقيق توازن جغرافي وسياسي ويمكن الاستفادة من التسويق الالكتروني في هذا المقام و استخدام وسائل التواصل لتحقيق الغرض.

وبذلك نكون قد أجبنا عن سؤال ما هو التسويق السياحي؟ وما هي أهم الخصائص التي يتسم بها، ذلك القطاع القادر على تنشيط دولة كاملة وإخراجها من أزمات اقتصادية فإذا أردت أن تكون مسوقًا سياحيًا فإنّ كل ما عليك هو قراءة هذا المقال والتمعن في مفصلياته.

أضف تعليق