التسويق بين القديم والحديث ما هي أهدافه وأهميته

ما هو التسويق وكيف استطاع أن يكون القاعدة الأساسية في أي مؤسسة تجارية، مراحل تطوره وأهميته وكيف استطاع إثبات نفسه في المؤسسة العالمية سيكون في السطور التالية.

التسويق بين القديم والحديث .. كيف تطور وما أثره على حاضرة التسويق؟ حيث إنّ التسويق هو ليس فنّ الإعلان أو الدعاية كما قد يظنّ البعض بل هو خطة حقيقية واضحة المعالم ترتقي بالمؤسسة نحو السوق العالمية لتؤسس فيها مكانًا تنمو وتزدهر فيه، بمعنى آخر لا يمكن لأي مؤسسة أن تنجح دون زاوية التسويق، وفي هذا المقال سيكون تفصيل الكلام عن مراحل تطور مفهوم التسويق وما الفرق بينه وبين البيع وما إلى ذلك بمفاهيم بسيطة ومميزة.

مراحل تطور مفهوم التسويق

على مر الزمن ومن خلال مجموعة من التطورات التي شهدها المجتمع والكثير من الأزمات التي مرّ فيها وحاجة الإنسان وأولوياته ورغباته استطاع معنى التسويق أن يتطور من خلال مروره بثلاث مراحل مفصلية عبر التاريخ حتى وصل اليوم إلينا بحلته تلك، وفيما يلي تفصيل المراحل الثلاث تلك:

  • المرحلة الأولى “مرحلة التوجيه بالإنتاج”: لقد امتدت هذه المرحلة من عام 1900 ميلادي وحتى عام 1930 ميلادي وقد تميزت هذه المرحلة بأنّ الأنظار كلها كانت موجهة نحو الإنتاج وهذا بالضبط ما كان يشغل بال إدارة المؤسسة لأنّ السوق لم يكن مُشبعًا في ذلك الوقت بالكثير من المنتجات.
  • المرحلة الثانية “مرحلة التوجيه بالبيع”: لقد امتدت هذه المرحلة من عام 1930 ميلادي وحتى عام 1950 ميلادي وهنا كان التفكير بالخطوة الثانية وهي تصريف ذلك الإنتاج فصارت تعمد المؤسسات لمجموعة الخطط التي تمكّن القرارات الخاصة بالبيع والتوزيع والتخزين وغير ذلك ومع هذا فلم تتغير فلسفة البيع كثيرًا بل زاد استخدام الإعلان من أجل ترويج السلعة.
  • المرحلة الثالثة “مرحلة التوجيه بالمفهوم التسويقي”: لقد امتدت هذه المرحلة من عام 1950 ميلادي وحتى الآن وبهذه المرحلة تبنت المؤسسة صنع المُنتج الذي يُفضله المستهلك ويماشي رغبته على صنع منتج وإقناع المستهلك به فيما بعد، واشتدّت المنافسة كثيرًا في السوق العالمية في محاولة لمماشاة أذواق المستهلكين ومواكبة تغيراتها السريعة وقد استعمل فيها الكثير من أنواع التسويق مثل التسويق الإلكتروني أو التسويق الاجتماعي.

التسويق في المفهوم الحديث

إنّ أصل كلمة التسويق أو الـ Marketing هي أمريكية بحتة حيث ظهرت في المرة الأولى في أوائل القرن التاسع عشر، لم يكن له -أي للتسويق- تعريف واحد على الإطلاق بل إنّ كل خبير استطاع أن يعرّف التسويق بناء على مجموعة المعطيات التي بين يديه وتوافق ذلك مع المتغيرات الحديثة الخاصة بذلك الشأن، وحتى لا تُستعرض كافة التعريفات فإنّه يمكن أن تجمع كلها في بوتقة واحدة فيُعرف التسويق على أنه:

نمط من أنماط التفكير حيث يعتمد في أصله على وضع خطة أو مجموعة من الخطط التي تنطلق من البحث عن حاجة المستهلك ورغبته وتصل إلى غايته أخيرًا مبتغين في ذلك رضا العميل بالدرجة الأولى وكسب ولائه على المدى البعيد، ولا بدّ من تنفيذ تلك الخطط في الميدان من خلال توفير مجموعة السلع التي يطلبها المستخدم أو الأفكار أو المنتجات وخلق بيئة مناسبة للمنتج من خلال الزمان والمكان والسعر التنافسي والقيام بذلك كله من خلال أنشطة ترويجية تخدم أهداف المؤسسة وهذا كان الفرق الرئيس في التسويق ما بين القديم والحديث.

الفرق بين التسويق القديم والتسويق الحديث

كما سبق وأُشير في بداية الكلام إلى أنّ هناك فروق واضحة ما بين التسويق في العصر القديم وادارة التسويق في العصر الحديث، ويُستحسن الإشارة إلى تلك الفروقات من أجل تعديل الخطة في حال كان الشخص ما يزال يعمل في إطار التسويق القديم، وما يلي بيان ذلك:

التسويق في العصر القديم

إنّ التسويق في العصر القديم يتلخص بمجموعة من النقاط التالية وهي:

  • عدم التفريق ما بين البيع والتسويق.
  • محاولة الاستحواذ وامتلاك المستهلك بدلًا من مراعاته وتقديم الاهتمام له.
  • خلق القيمة للمنتج عينه بدلًا من قيمة المستهلك وبالتالي كانت الرغبة جامحة لتحقيق الربح من خلال أي صفقة دون مراعاة المستهلك.
  • تسعير المنتج بناء على التكلفة الأسياسية له وليس بناء على تحقيقه الأهداف التي يرجوها المستهلك.
  • الاعتماد على التسويق الفردي كأن يكون رجل لرجل بعيدًا عن الأدوات الفاعلة التي تخلق بيئة متكاملة لتسويق منتج ما.

التسويق في العصر الحديث

بالنظر إلى التسويق في العصر الحديث فيُمكن للباحث أن يقف مع مجموعة من الملاحظات الجديدة والتي تمثل فن التسويق الحقيقي وهي:

  • محاولة تحسين المعرفة الخاصة بالمنتح عند العميل وتطوير وسائل الاتصال بالمستهلكين والعملاء بشكل دوري ومستمر.
  • مشاركة المستهلك في تصميم المنتج من خلال أخذ رأيه في الشكل أو ما الاقتراحات التي يمكن أن يُقدمها لطرح المُنتج في السوق.
  • السعي الدائم لتقديم العروض ومحاولة جعلها مرنة في كل مرة بما يتماشى مع ظروف العميل.
  • محاولة التنويع في استخدام وسائل التواصل الخاصة بتسويق المنتج حتى يتمكن من الوصول إلى كافة الناس.
  • تكون الخدمة متاحة 24 ساعة وذلك من خلال الشراء عبر الإنترنت أو استخدام البريد الإلكتروني وما إلى ذلك.
  • تكون القدرة في هذه النوعية من التسويق على تحديد العميل المستهلك الأكثر ربحية بشكل أكبر فتُقدم له مجموعة من الخدمات المميزة التي تربطه بالمنتج على المدى البعيد وهذه أهم طرق التسويق الناجحة.

الفرق بين التسويق والبيع

قد يظنّ الإنسان أن ليس هناك أي فرق ما بين التسويق والبيع ولكن بالنّظر إلى المجالين من زاوية موضوعية فهناك فرق واضح في العديد من النقاط التي سيتم الكلام عنها فيما يلي:

  • توقيت العملية: إنّ التسويق يبدأ قبل الإنتاج بحيث يتعرف الشخص على مجموعة الرغبات والحاجات الخاصة بالمستهلك ويعمل على إشباعها، أمّا البيع فيبدأ بعد الإنتاج بحيث تُنتج السلعة ويقوم الشخص بعد ذلك بعملية إقناع المستهلك في شرائها.
  • الاستمرارية: إنّ عملية التسويق هي عملية مستمرة أي إنّ الإنسان بحاجة لمعرفة دائمة بمجموعة الرغبات الخاصة بالمستهلك بينما عملية البيع تنتهي بانتهاء تبادل السلع أو إتمام صفقة البيع.
  • التركيز: إنّ عملية التركيز في البيع تكون متجهة بشكل مباشر نحو السلعة وتحسينها في عيون المستهلك، أمّا في التسويق فيكون التركيز على حاجات المستهلك لأنّه بذلك ستُنتج السلعة وبالتالي يكون السوق الخاص بتصريفها جاهزًا.

أهداف التسويق

إنّ المقصود بأهداف التسويق الحديث أي النتائج النهائية التي ترغب المؤسسة بتحقيقها بعد عملية التسويق كاملة وتتخلص تلك الأهداف بما يلي:

  • الربح: إنّ هدف الربح هو الهدف الأول والأهم في عملية التسويق لأنّ أي مؤسسة هي خاضعة بالفعل لهذا البند وتسعى إليه، وبالتالي يمكن للمؤسسة أن تجذب المستثمرين في حال كانت الشركة تتمتع بسمعة جيدة.
  • النمو: إنّ التسويق يُشكل خطة آمنة جدًا في عملية النمو وبالتالي يكون للمؤسسة فرصة لأن تغزو أسواق جديدة وتكبر في الأسواق الحالية وبالتالي تترسخ العلامة التجارية في ذهن المستهلك.
  • البقاء: في أثناء البحث عن هدف النمو لا بدّ من التنبه إلى ضرورة البقاء وهذا ما تسعى كافة الوحدات في المؤسسة إليه وبالتالي يكون للتسويق أثر كبير في ذلك من خلال البحث الدائم عن فرص تسويقية حديثة ويعد هذا من أهم تقنيات التسويق.

أهمية التسويق

لم يكن التسويق في العصر الماضي يحظى بالأهمية التي يحظى بها اليوم ويعود ذلك إلى مجموعة من العوامل التي تتمثل بما يلي:

  • زيادة الجودة: قبل الثورة الصناعة لم تكن المنتجات تختلف عن بعضها البعض ولكن مع ازدياد حجم السوق واتساعه صار لزامًا على المؤسسة أن تمتاز بمنتجها من خلال الجودة والتميز.
  • تخفيض الخطر التجاري: إنّ المخاطر التجارية تكاد تكون معدومة إذا أقيم للمشروع دراسة أولية للسوق ومعرفة حاجات المستهلك وهل المنتج يلبي الرغبة أم لا، وبالتالي فلن يكون هناك مجال للخسارة إن كان المنتج متوافقًا مع حاجة المستهلك.
  • اتساع الخيارات للمستهلك: إنّ المستهلك في هذه الحالة يستطيع أن يختار ما يريد ومتى يريد ذلك وهذا بسبب الخيارات الكثيرة الموجودة بين يديه واتساع السوق التجارية ووجود الكثير من السلع مختلفة الجودة والسعر.

إلى هنا يكون قد انتهى مقال التسويق بين القديم والحديث متكلمين فيه عن الأثر الحقيقي لواجهة التسويق في نجاح أي شركة أو فشلها، وكيف استطاع أن يجعل من نفسه خيارًا حتميًا لأي مستثمر على وجه الأرض.

أضف تعليق